تأخذنا الحياة ومشاغلها إلى حيث ننسى روابط النفس مع خالقها.. فما دمنا نؤدي الصلوات الخمس,, نصوم.. نؤدي بضعة نوافل على مضض.. ونقرأ صفحتين من الذكر الحكيم كل يوم , نكاد نشعر وكأننا أتممنا واجباً .. وأزحنا ديناً عن العاتق. ناسين ومتناسين علاقات وروابط أسمى وأعظم .. سامحين لأمور دنيوية تافهة أن تتسرب لمداخل النفس ملوثة للإيمان القلبي.. مشوهة لمبدأ الوازع الديني صحونا في زمن أصبح استصغار الذنب فيه أمر متعارف عليه.. والمجاهرة بالمعصية تصدح في كل جانب.. "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" هل شطبت من مخيلتهم؟ وقت ترى فيه الآلاف المؤلفة ارتضت بدور الشيطان الأخرس .. نفوس تجري وتلهث خلف مظاهر زائلة .. راسمة لنفسها وبكل فخر صورة "عبد الدينار والدرهم" الشنيعة! وقت أصبح قتل النفس بغير ذنب أمر مباح فيه! والتعدي على حرمات وحمى الله يجري علانية! رضينا بتواجد أنواع الشذوذ كافة بيننا... بلعنا "الغصة" وفوقها كأس بارد من "حيخلصوووه" عشـرات وعشرات يسجل دخولهم إلى السجن كل يوم.. فهذه زانية داعرة .. وذلك قاتل وآخر متحرش بالأطفال أو سارق .. وتلك عرافة نصابة! اللهـــم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا! رضينا بـ أردى أنواع الشذوذ .. فبدل طردهم مخافة غضب الله..تعايشنا معهم وأصبح الأمر "عادي جداً" بل أصبح الشذوذ أن تعارضهم وتوجه أصابع الاتهام! فالحرية الشخصية لم تكل لحدود الله وزناً! واقـــــــع مشـــــــــــــين نعيشه ونحن "ناكل تبن" واقع يجبرك على الصراخ بأقصى ما ملك أيمانك! غيـرتي .. أراك تذبحين فـ المهد يا غيرتـي! فأي اعتراض منك سيجابه بـ"حقوق الإنسان" تعست حقوق الإنسان تلك التي لا تكفل للإنسان حريته الدينية! بتطبيق أحكامها! فعن أي حقوق إنسان يتكلمون؟! لا نملك .. بالأحرى لا أملك أنا .. فلا علم لي بدواخل نفوسكم وطاقاتها! لا أملك سوى أن أعود لربي... متضرعة متذللة.. أتباكى وأبكي,, !.. أتأسف على عارٍ عشت فيه .. وخفت أن أتلوث به! أستعيد الروابط الأسمى والأرقى بين العبد وربه.. أراه حولي..عن يميني وعن يساري.. استشعره في كل قول وعمل وأفوض أمري كله لرب الجلالة "قل إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" فعسـى برحمة .. لطف من الرحمن الرحيم .. تشملني وتصلح بالي .. متمنية رضاه عني.. تجاوزه عن سكوتـي المقهور أبحث عن الجمال في التأمل .. فقط لأساوي كفة المناظر المؤذية للعين .. بالمناظر السامية بالروح .. فـ إن لم أفعل.. أخاف فقدان عقلي ! اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا أنت ، إلى من تكلني ؟ إلى غريب يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير إن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل عليّ غضبك أو ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك | |
مدينــــــة الحـــــــــب
